المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٨
واكتشفوا بأنهم أمام تجمع قبض على مقاليد الأمور وتحول إلى سلطة حقيقية فسلموا لينجوا بأنفسهم وليحافظوا على حياتهم ومصالحهم ومن يعارض فالموت الزؤوام ينتظره!!
فلن يكون أحد بعد النبي بوزن الإمام علي، فهو الولي بالنص وهو الخليفة بالنص كما بينا وسنرى ومع هذا هدد بالقتل إن لم يبايع) 36 ولن يكون أحد أعظم حرمة، وأقرب للنبي من سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة وابنيها سيدا شباب أهل الجنة وريحانتي النبي في هذه الأمة ومع هذا وضع الحطب حول منزلهم وهددوا بإحراق البيت عليهم وهم أحياء إن لم يخرج نفر ممن لم يبايعوا) 37 كان ذلك في اليوم الثاني لوفاة النبي!! فكان الأمر ملخصا للناس (إما الموت أو المبايعة والرضا بالأمر الواقع، فاختار الناس المبايعة والقبول بالأمر الواقع ومن جهة ثانية فإن الذين قبضوا على مقاليد الأمور وصاروا سلطة قبضوا بالوقت نفسه على موارد الأرزاق ومنابع الثروة وعلى قرار الجاه والنفوذ، فمن لم يبايع يحيا ذليلا ويموت جوعا فصارت البيعة طريق خلاص، ومسلك حياة.
ووجد أهل بيت النبوة أنفسهم وجها أمام سلطة جمعت رغبة ورهبة من خلفها أمة تقف بمواجهتهم، فصار أهل بيت النبوة والقلة ممن والاهم في جهة، وصارت السلطة وجميع أوليائها في جهة أخرى.
ومع هذا قاوم أهل بيت النبوة، وأقاموا الحجة على خصومهم) 38 واعترف عدوهم بشرعية حجتهم ومنطقيتها وعقلانيتها) 39 وطاف الإمام وزوجته وولداه على بيوت الأنصار يسألون النصرة فأصبح الأنصار بوقوع البيعة وتمنوا لو سبق الإمام إليهم) 40 أمام هذه المقاومة الضارية أصدرت السلطة الحاكمة سلسلة
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»