المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٢
ينبغي أن يعين الخليفة الذي يأتي بعده وذلك لعدة أسباب أولا الخليفة ينظر للناس حال حياته وتبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته فمن هنا صار من حق الخليفة القائم أن يعين من يخلفه (يعهد إليه) 62 على حد تعابير ابن خلدون.
ثانيا حتى لا تترك أمة محمد هملا بلا راع على حد تعبير أم المؤمنين عائشة) 63 أو كالظأن على حد تعبير معاوية) 64 أو خروجا من اللوم على حد تعبير عبد الله بن عمر) 65 وهكذا صار العهد سنة واقتنع العامة أن رسول لم يسنها إنما سنها الخلفاء الراشدون) 66 ومثال آخر: أن الرسول كان يوزع العطايا بين الناس بالتساوي لأن حاجات البشر الضرورية متشابهة فكل واحد من أبناء البشر بحاجة لمأكل ومشرب وملبس ومركب ومنزل وزوجة وذرية... الخ فجاء المؤسسون لهذه المرحلة وقالوا إن هذه السنة ليست مناسبة، وإن الأفضل إعطاء الناس على حسب منازلهم، واخترعوا موازين لتلك المنازل) 67 مثال ثالث: أن الله قد جمع لآل محمد النبوة والملك كما جمعها لآل إبراهيم وجعل الصلاة على آل محمد جزءا من الصلوات المفروضة على العباد) 67 / 1، وأرشد الخلق بأن الهدى لا يدرك إلا بالقرآن وبأهل بيت محمد، وأن الضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالاثنين معا كما هو ثابت بحديث الثقلين) 68 وجاء المؤسسون فقالوا إنه ليس من العدل أن يأخذ آل محمد النبوة والملك وأن تحرم بقية البطون من هذين الشرفين معها والأفضل برأيهم أن يأخذ
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»