المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٤
مؤسسوا هذه المرحلة يدين نظام الخلافة التاريخي الذي نشأ بعيد وفاة النبي واستمر بصور مختلفة حتى سقوط آخر سلاطين بني عثمان بوجوده وتنظيراته المختلفة إلى مجموعة من الرجال المؤسسين العظام الذين أبلوا أعظم البلاء حتى أخرجوه بهذه الصيغة التي عرفناها وأعظم أولئك المؤسسين هم 1 - عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الخليفة الراشد الثاني فهو الذي قاد مرحلة التأسيس وتحمل أعباءها كاملة فلولاه لما وجد نظام الخلافة التاريخي بصورته المعروفة ولتغير وجه التاريخ الإسلامي تماما ولنحا منحى آخر فهو الذي تصدى للنبي وهو على فراش الموت حيث قال لمن حوله (قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعده أبدا) عندئذ تصدى له عمر وقال لا حاجة لنا بالكتاب حسبنا كتاب الله) 75 وهو الذي حشد أعوانه لهذه المواجهة فما أن قال عمر حسبنا كتاب الله حتى ردد أعوانه من خلفه (القول ما قال عمر) 76 فوجد النبي نفسه أمام تكتل حقيقي وقد فهم النبي ذلك ولما استغرب بعض الحاضرين هذا التصرف وقالوا قربوا يكتب لكم رسول الله!! قال عمر رضي الله عنه إن النبي يهجر) 76 فردد أعوانه من خلفه استفهموه إنه يهجر) 77 وكثر اللغط والاختلاف) 78 وفهم النبي مغزى المعارضة وأدرك أن كتابة الكتاب الذي أراد بهذه المناخ لم تعد مجدية فقال (قوموا عني) 79 وهكذا نجح عمر وتكتله بالحيلولة بين النبي وبين كتابة ما أراد، فضاعت إلى الأبد فرصة تلخيص النبي للموقف. وفيما بعد اعترف عمر
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»