للمسلمين 53 وطمعا بتأليف القلوب حول السلطة، ولضمان وحدتهم بمواجهة مطالب أهل بيت النبوة أخذ قادة هذه المرحلة، ينفقون أموال بيت المسلمين كيفما اتفق وبما يحقق غاياتهم، فوزعوا العطايا حسب منازل الناس عندهم، ووفق معاييرهم) 54 وألفوا سنة المساواة بتوزيع العطايا التي أوجدها رسول الله) 55 وعندما قيل رسول الله قد وزع بالتساوي فلم تميزون؟ قالوا رسول الله مجتهد والخليفة مجتهد فمن حق المجتهد أن لا يأخذ باجتهاد ومجتهد آخر) 56 وهكذا نشأت في هذه المرحلة الطبقات، ووجد الغنى الفاحش بجانب الفقر المرتع، وعاش أصحاب الملايين جنبا إلى جنب مع مئات الألوف الذين كانوا يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء، ويطوون الليالي جياعا هم وذرياتهم) 57 ثم جيشوا الجيوش، وخرجوا لحرب العالم، ونشر دين الإسلام وتطبيق شرعيته ونشر عدالته بين الناس) 58 وخلعت وسائل الإعلام التي تملكها السلطة على مؤسسي هذه المرحلة أثواب القداسة والعصمة، فصار عملهم وقولهم وتقريرهم سنة واجبة الاتباع تقرأ مع ما تبقى من سنة الرسول، وصار لكل واحد من هؤلاء المؤسسين سنة، وإذا تعارضت سنة المؤسسين مع سنة الرسول، تترك سنة الرسول ويعمل بسنة المؤسسين من باب الاجتهاد) 59 وتحت شعار تغير الأحكام بتغير الزمان) 60 فعلى سبيل المثال: أقنعت وسائل إعلام دولة المؤسسين العامة بأن رسول الله قد خلى على الناس أمرهم، ولم يعين خليفة من بعده ليختار الناس لأنفسهم) 61 فكان الأولى بخليفة النبي أن يخلي على الناس أمرهم اقتداء برسول الله ولكن سن المؤسسون سنة خلاصتها أن الخليفة
(١٢١)