وعممت بأنه لا ينبغي الركون إلى كل ما قاله رسول الله، فرسول الله بشر يتكلم بالغضب والرخى) 49 والسلطة هي الأعلم بالحالة النفسية التي صدر فيها القول عن رسول الله!! هل هو في الغضب فتهمله أو بالرضى فتعمل به!! ولتحقيق هذه الغاية اضطرت السلطة أن تستعين بالجميع بما فيهم المنافقين وأعداء الله الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والعصيان، لتكون الأمة كلها في جهة وأهل بيت النبي في الجهة المواجهة لها!! فتظهره كأنهم قد خرجوا عن الجماعة وشقوا عصا الطاعة!! واكتشفت السلطة أن رسول الله قد لعن أعداء الله، وكشف حقيقتهم وتعذر على السلطة أن تلغي نصوص اللعن، وتعذر عليها أن تستغني عن أعداء الله ورسوله ليكون الحشد كاملا بمواجهة أهل البيت، فأشاعت بين الناس أن رسول الله كان يتكلم بالغضب والرضى فلا ينبغي أن يعمل كلامه) 50 وللتغطية على الذين لعنهم رسول الله وكشف عداوتهم لله ولرسوله، وهم الذين استعانت بهم السلطة وبوأتهم أرفع المناصب - أشاعت السلطة بكل وسائل إعلانها أن الرسول كان يغضب ويفقد السيطرة على نفسه فيسب ويشتم ويلعن ويسيئ لمن لا يستحق ذلك فدعا الله تعالى أن يجعل كل ذلك زكاه وطهورا لمن صدرت منه الإساءات بحقهم!! 51 وبهذا التأويل المرعب والافتئات على صاحب الخلق العظيم، صار أبو سفيان ومعاوية ابنه وسادات بني أمية الذين حاربوا النبي وأهل بيته طوال 18 عاما زاكيين مطهرين) 52 وصار الحكم بن العاص وابنه مروان وذريتهم وهم الذين لعنهم رسول الله، وحرم عليهم أن يساكنوه صاروا بجرة قلم زكاة طاهرة نفوسهم، وبحكم هذا التأويل صاروا فيما بعد خلفاء وقادة
(١٢٠)