" ولتعرفنهم في لحن القول " (6) قال: (ببغضهم عليا عليه السلام " (7).
وفي قوله تعالى:
" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا " الأحزاب / 58.
ذكر جمع من المفسرين إنها نزلت في علي (ع) لأن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه (8).
وكانت أولى إرهاصات النفاق في مجتمع الرسول (ص) هي تلك المحاولة المشؤومة التي استهدفت حياة الرسول الأعظم (ص) وهي محاولة اغتيال قامت بها جماعة من الملثمين المنافقين. فعندما رجع رسول الله (ص) قافلا من تبوك إلى المدينة، وكان ببعض الطريق، مكربه ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق. وأرادوا أن يسلكوها معه. فأخبر رسول الله (ص) خبرهم فقال: من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم فأخذ النبي (ص) العقبة وأخذ الناس بطن الوادي إلا النفر أرادوا المكر به استعدوا وتلثموا. وأمر رسول الله (ص) حذيفة بسوقها بينما هم يسيرون إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه فغضب رسول الله (ص) وأمر حذيفة أن يراهم فرجع ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم وضربها ضربا بالمجن وأبصر القوم وهم متلثمين فأرعبهم الله حين أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قد ظهر فأسرعوا حتى خالطوا الناس وأقبل حذيفة، حتى أدرك رسول الله (ص) فقال اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار. فأسرعوا وخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال الني (ص) يا حذيفة هل عرفت من هؤلاء الرهط أحدا. فقال حذيفة عرفت راحلة فلان وفلان، وكانت ظلمة الليل غشيتهم وهم متلثمين. فقال عليه السلام: هل علمتم شأن الركب وما أرادوا قالوا:
لا يا رسول الله قال: فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا اظلمت لي العقبة