في مسألة تجهيز جيش أسامة سبق أن ذكرنا خبر تجهيز جيش أسامة واعتراض بعض الصحابة عن الذهاب مع أسامة ولم يكن أحد من المعترضين على أسامة من غير أولئك الصحابة الذين رأوا فيه شابا صغير السن وهم شيوخ كبار وكان عمر متمسكا كما ذكرنا بعزل أسامة، وبقي على تلك الحال حتى عهد أبي بكر، حيث نهره هذا الأخير وأنبه.
وقد لعن الرسول (ص) كما تقدم كل متخلف عنه، وبالتالي كل متقول في إمارة أسامة وابن خلدون لم ينف الحادثة، بل أكد عليها وذكر ما قاله الرسول (ص) حول من تقول فيها:
" وقد بلغني أن أقواما تكلموا في إمارة أسامة، طعنوا في إمارته لقد طعنوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لحقيق بالإمارة، وإنه لحقيق بها انفروا فبعث أسامة، فضرب أسامة بالجرف وتمهل (14) ".
ولا أحسب ابن خلدون كان مدققا في الأمر. إذن لما كان ذكر هذا الحديث لما فيه من الطعن على عمر وأبي بكر وبعض الأصحاب. قال في مفتتح كلامه عن بعث أسامة:
" وتكلم المنافقون في شأن أسامة، وبلغ الخبر بارتداد الأسود ومسيلمة (15) ".
(14) تاريخ ابن خلدون ص 464 ج 2.
(15) تاريخ ابن خلدون ص 464 ج 2.