الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٤
أيضا في تيسير البحوث.
فإذا كان التاريخ كذلك، ساحة يتحرك فيها وعينا بكل ما له علاقة بالفكر الإسلامي، وإنه ساحة ضرورية لفهم نشوء وتطور وتكامل الظاهرة الفكرية والسياسية والمذهبية كان من الواجب علينا تبني قواعد الممارسة التاريخية والمنهج التاريخي الذي يعطي للسياق دورا أساسيا في الحدود التي تتجلى فيها سلطة السياق التاريخي على الوقائع والأحداث وعلى عملية تفكير هذه الوقائع والأحداث.
وما دام إن المنهج الذي تبنيناه يدعونا إلى إعادة المباني المذهبية إلى طبيعتها البسيطة من جهة تعقدها بفعل الصيرورة التاريخية، وإلى وحدتها من جهة تداخلها بالعناصر الأخرى المتعددة، التي تؤسس المبنى المذهبي. كان لا بد من الرجوع إلى النص النبوي الذي يقع في خط النص القرآني من الناحية البيانية.
وذلك في ضوء السياق التاريخي الذي وقعت فيه محنة النص النبوي وانطلقت سلطة الرأي، لتحل محله. ولأن السقيفة لم تكن سوى المنعطف الأول، أو بؤرة لانعكاس المخبوء والمستتر من واقع المجتمع الإسلامي، بدأنا حديثنا عن ملابساتها محاولين التعرض لمجريات أمرها. لتعيدنا مرة ثانية إلى السقيفة. إذ أن هذه الأخيرة هي بمثابة محطة ضرورية لفهم السيرة النبوية فهما حقيقيا. وكذلك محطة ضرورية في إيضاح تاريخ الخلافة والخلفاء. وحيث أن أول واقع فعلي للخلافة تتجسد فيما أسموه بالخلفاء الراشدين، كان اهتمامي أيضا منصبا على هذا الموضوع للوقوف عند حقيقته، والنهوض بدليل تاريخي، لإعادة المصداقية والاعتبار إلى النص ذي المعنى المغيب، من أجل إعادة تأسيس الفهم والوعي بتاريخنا الإسلامي. ولأن هذه التركيبة " الراشدة " لها علاقة بالصحبة وقضية الصحابة. كان لا بد من التطرق إلى هذا الموضوع الشائك لتوضيح جوانبه.
وبعد ذلك هناك بعض القضايا التي أطلقت عليها اسم " الأصنام " والتي أرى من الضروري هدمها، لأنها تحجب الحقيقة على الإنسان. وهي عبارة عن مسائل كثيرة مثار جدل ونقاش بين المذهبين. وحيث أن الأمور في جريانها لم تكن سوى امتداد لمنعطف السقيفة كنت أود لو أشير إلى أن السقيفة لم تشكل أول منعطف إلا فيما يتعلق بالمرحلة التي توفي فيها الرسول (ص) بينما هناك منعطفات أخرى جرت
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235