الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٨
ومزدرئة بأشخاص مقدسين، كما فيه تعرض للصحابة والخلفاء الراشدين!.
وثالثا، عن تجاوزي مصلحة الوحدة، وسعيي وراء الفتن التاريخية.
ولست واجدا على هؤلاء فيما ادعوه من الأمر، خصوصا بعد أن أثلج صدري انطباع زمرة من العلماء والمشايخ ممن أثق في أهليتهم ونبوغهم.
أرد على من رأى في أسلوبنا عنفا زائدا وجرأة مفرطة. بأنني لم أكتب كتابي إلا بدافع الاحتجاج. فالقضية في تقديري متصلة بمصير الإنسان أمام خالقه وبدينه الذي يشكل ينبوع ممارسته العبادية اليومية عندما ترى نفسك وقد دنوت قاب قوسين أو أدنى من لهيب النار، وفجأة تكتشف حبل النجاة. أفلا يدعوك ذلك إلى الجنون، إلى قول أي شئ في حق من قادك إلى هذه الهوة السحيقة، للهوه ولعبه. ماذا كنت أنوي قوله لربي، لو سألني عمن هو إمام زماني؟!.
أفكنت مجيبا: يا ربي إني لا أدري! ماذا لو قضيت كل حياتي في معرفة كل الرجال، وذهبت إلى ربي وأنا لا أعرف عن أئمة أهل البيت شرو نقير؟!.
أفكنت مجيبا: يا ربي إني قد عرفت مالك وبن حنبل والشافعي، وأبا حنيفة.
وعرفت يا ربي، فولتير ومونتسكيو وفيرلين.. ولم أعرف الإمام زين العابدين، أو الإمام الصادق، أو حتى إمام الزمان؟!.
كيف كان يتهيأ لي إن الرسول، بعدها سيحضنني في جنات الخلد والتمس القرب منه وبرفقة ابنه الحسين (ع) أأقول له - بالله عليك، هأنذا جئتك يا رسول الله بعد أن قربني منك تعبدي واتباعي لرجال ذبحوا وخذلوا ابنك هذا الذي بين جنبيك؟!.
إن القضية إذا نظرنا إليها بمنظار الإيمان، والحق. سوف لا أكون إلا كذلك، عنيفا وجريئا. أما الذين وجدوا في تلك المرويات التي أثرتها في كتابي، تحريضا بالصحابة والراشدين. فإنني لا أجد طريقا يقوى، ولا دليلا تنهض في وجه من يرفض الروايات، لا لضعف سندها ولا لرطانة متنها، وإنما فقط لأجل تعرضها للمقدسين!.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 4 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235