الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٤٨
سعد الخزرجي وأساطير الجن!
ابن خلدون أحد المؤرخين الذين رفع البلاط من شأنهم وجعلهم أنوارا تشعشع في سماء الفكر التاريخي والعقلانية الإسلامية. لم يكن إلا ما لاحظه دارسوه ممن أدرك مواطن تخلفه الفكري ورجعيته بأن عقلانيته لم تبرح بعضا من تلك الأفكار حول العمران وأحوال المعاش.
في حديثه عن سعد بن عبادة ارتكب غلطتين لو كانت واحدة منهما لكفت.
الأولى: عندها اعتبر سعدا مخالفا ومعارضا وحيدا للسقيفة " ولم يخالف إلا سعد إن صح خلافه، فلم يلتفت إليه لشذوذه " (55) الثاني: هو ما ختم به حديث السقيفة عندما ذكر مقتله عن طريق الجن!؟.
وقد سبق أن وضعنا عدد الصحابة المعارضين لما ادعاه من إجماع السقيفة ومنهم رموزها وطلائعها الكبار الذين شهد لهم الرسول (ص) بالفضل. وحسبك من ذلك أقرباء الرسول (ص) وفي طليعتهم الإمام علي (ع) وما جرى من قمع وإجبار لانتزاع البيعة من المعارضين.
الأمر الذي انتهى بتهديد فاطمة الزهراء ومحاولة حرق الدار. وغيرها من الأحداث الخطيرة التي سكت عنها ابن خلدون.
أما ما ذهب إليه في مقتل سعد بن عبادة. فجدير بمن سلك طريق العقل في

(55) تاريخ ابن خلدون ص 469 ج 2.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235