من بعدهم. يقول تعالى: (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون * والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين) (74).
قال المفسرون. لقد أخذ الله عليهم الميثاق عند حملهم الكتاب (أن لا يقولوا على الله إلا الحق) والحال أنهم درسوا ما فيه. وعلموا بذلك أن قولهم:
(سيغفر لنا) قول بغير الحق. ليس لهم أن يتفوهوا به. لأنه يجرئهم على معاصي الله وهدم أركان دينه " و " الحال أن " الدار الآخرة خير للذين يتقون " لدوام ثوابها وأمنها من كل مكروه (أفلا يتقون). ثم بين سبحانه أن التمسك بالكتاب هو الاصلاح الذي يقابل الافساد في الأرض أو إفساد المجتمع البشري فيها. وخص سبحانه الصلاة بالذكر من بين سائر أجزاء الدين لشرفها وكونها ركنا من الدين يحفظ بها ذكر الله والخضوع إلى مقامه..
وبدأ الذين ورثوا الكتاب يتعاملون مع التوراة بأهوائهم تحت لافتة أنهم مغفور لهم ولأنهم وضعوا كتاب الله وراء ظهورهم سلط الله عليهم من جعلهم يتجرعون الذل. وخلال سبي شعب إسرائيل إلى بابل وكانوا وقتئذ يعرفون باسم العبرانيون (75). كان العبرانيون الذين ساروا على خطى الآباء تحت لافتة سيغفر الله لهم. قد نسوا أيضا هذه اللافتة عندما بدأوا في إعادة كتابة التوراة في بابل.
وذلك لأن التوراة التي أنتجها العبرانيون في بابل أنتجت الدين اليهودي. الذي سار فيما بعد بوقود الصهيونية التي تهدف إلى جمع اليهود ولم شملهم وتهجيرهم إلى فلسطين لتأسيس دولة يهودية فيها تدين بالدين اليهودي وتتميز بالعنصر اليهودي ربا لثقافة اليهودية وبإرادة بعث مملكة داود. والتوراة التي تم إنتاجها في بابل كتبت على يد " عزرا " شيخ العنصرية والتعصب الأعمى الأكبر (76) حوالي