الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٢٨٨
الذي تحدثت عنه التوراة ليس إلها توحيديا ولقد تطور هذا الإله على امتداد التوراة. والصهيونية هي حركة هذا الإله في التاريخ: (85).
وعزرا ادعى العلم بعد أن أطلق شائعة مفادها: أنه عندما كان يبكي على قتل علماء بني إسرائيل وسبي كبارهم وذهاب العلم منهم حتى سقطت جفون عينيه، قالت له امرأة كانت تبكي هي الأخرى عند جبانة. اذهب إلى نهر كذا فاغتسل منه وصلي، فإنك ستلقى هناك شيخا، فما أطعمك فكله، فذهب وفعل ما أمر به، فإذا الشيخ فقال له: افتح فمك، ففتح فمه، فألقى فيها شيئا كهيئة الجمرة العظيمة، فرجع عزرا وهو أعلم الناس بالتوراة (86)، ولما رجع اليهود من بابل بالتوراة المحرفة، سكن السامريون في مد فهم ومعهم نسخة من التوراة التي كتبها عزرا في بابل. وسكن العبرانيون في مد نهم ومعهم صورة من نفس التوراة.
ورغم أن التوراة واحدة. إلا) نهم اختلفوا على تعيين جهة القبلة المقدسة التي يترتب على تعيين المدينة التي تكون عاصمة لمملكة بني إسرائيل. ودب الشقاق والنزاع بين السامريين والعبرانيين وكره بعضهم بعضا. وقام العبرانيون بتغيير كلمات في توراة عزرا، وتام السامريون بتغيير كلمات في توراة عزرا. واستقر السامريون على أن تكون قبلتهم في اتجاه جبل " عيبال " واستقر العبرانيون على أن تكون القبلة في اتجاه " جرزيم " وهذه الكلمات هي التي ميزت بين التوراتين. وزاد العبرانيون على أسفار موسى الخمسة التي كتبها عزرا أسفار لأنبياء كانوا في بني إسرائيل من بعد موسى (87).
لقد جاء عزرا بتوراة ادعى أنها توراة موسى. في الوقت الذي ذكرت فيه توراة عزرا خبر موت موسى ودفنه في أرض مؤاب. فهل كان في توراة موسى خبر موت موسى ودفنه في أرض مؤاب وأنه؟ إلى هذا اليوم لا يعرف أحد مكان - قبره (88). لقد جاء عزرا بتوراة لا يعر ف موسى عنها شيئا. والمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، كان يعلم أن التوراة محرفة. بدليل أن في عصره كان

(85) أصول الصهيونية: 97.
(86) نقد التوراة. ص 144.
(87) نقد التوراة: 146.
(88).
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست