هذا وقد نسب إلى سلمان - حين بويع أبو بكر - قوله: يا أيها الناس قدموا من هو أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه، ومن قدمه النبي في حياته، وأوصاكم به عند وفاته، ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا، وإن عند علي بن أبي طالب علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب (1).
وكان أبو ذر الغفاري ينادي - يوم بويع أبو بكر - يا معشر قريش، تركتم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ليرتد جماعة من العرب، ولتشكن في هذا الدين، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم سيفان، والله لقد صارت لمن غلب، ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها، وليسفكن في طلبها دماء كثيرة، إن عليا " هو الصديق الأكبر. وهو الفاروق - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب الدين، والمال يعسوب الظلمة (2).
وقد وصف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإمام علي بذلك، روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحي إلي في علي ثلاث: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (3).
وروى أبو نعيم في حليته بسنده عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس اسكب لي وضوءا "، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب، أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين، قال أنس: قلت اللهم اجعله رجلا " من الأنصار وكتمته، إذ جاء علي فقال: من هذا يا أنس، فقلت: علي، فقام مستبشرا " فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق علي