وعلى هذا يظهر لنا أن النصارى - علماءهم - ليسوا متيقنين من صلب المسيح (ع) وأن اليهود الذين كانوا موالين للسلطة لم يكونوا متقنين أيضا من صلبهم للمسيح (ع) نفسه.
ولعلنا نفرد لهذا البحث كتابا في المستقبل إن شاء الله، ونعرض الكثير من أبحاث علماء النصارى أنفسهم وأقوالهم حول هذه المسألة.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن القرآن الكريم قد بين أن المسيح (ع) كان نبي الله المكرم ورسوله المعصوم المطهر.
قال تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله...).
(النساء: 171 - 172).
فهو سبحانه وتعالى قد بين لنا أن المسيح (ع) عبد مطيع له، فهو لن يستنكف أن يكون عبدا لله، وبما أننا قد وصلنا إلى هذه النقطة. وهي قول النصارى إن المسيح هو ابن الله - كبرت كلمة تخرج من أفواههم - فلنرى ماذا يقول الإنجيل حول هذا المعنى فنقول:
من الواضح أن الإنجيل لم يخص عيسى (ع) بهذا العنوان (أعني ابن الله) فقد وردت هذه النسبة في غير مكان من كتاب النصارى.