وأما من يكون ذاك المسكين المصلوب فهذا ما أخبرنا به الإنجيل نفسه حين قال:
" وفيما هم خارجون وجدوا إنسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة وهو المسمى موضع الجمجمة أعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب. ولما ذاق لم يرد أن يشرب ولما صلبوه اقتسموا ثيابه ".
(متى 27: 32 - 35).
فسمعان هذا الذي حمل الصليب عنوة ولم يذكر الإنجيل أنه قد حول الصليب إلى كتفي المسيح (ع) بل كل ما قاله الإنجيل هو أنه عندما وصل إلى موضع الجمجمة فإنه صلب هناك وتقاسموا ملابسه.
فالذي وقع إذن هو أن الأمر تشابه عليهم مرتين، مرة عندنا قبل " يهوذا " ذلك الشخص المعتقل ظانا بأنه المسيح، فقام القوم باعتقاله، ومرة أخرى عندما أجبروا سمعان على حمل الصليب وصلبوه دون إرجاعه إلى كتفي المسيح (ع) كما لمح إليه الإنجيل.
وهذا هو عين ما أورده القرآن الكريم حول حادثة الصلب، فقال تعالى مكذبا قول اليهود بأنهم قتلوا المسيح (ع) أو صلبوه:
(وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا).
(النساء - 157).