فإن كان ميلاده عليه السلام من غير أب يوجب له هذا المقام المستحيل عقلا، ونقلا، فإن " آدم " أولى به منه.
إذن ليس هذا العنوان - كما قلنا - إلا اصطلاح يراد منه الملتزم بأوامر الله ونواهيه كغيره من الاصطلاحات التي ذكرها الإنجيل، وعنى بها أشخاصا آخرين، ومنهم: " المولود من جديد " أي التائب، فلا يشك أحد سواء كان من النصارى أو من غيرهم في أن الإنجيل لم يقصد أن الذي يتوب فإنه يرجع إلى بطن أمة ثم تلده من جديد، بل أنه قصد منه أنه بسبب توبته هذه تمحى ذنوبه جمعاء حتى يصبح كأنه ولد من جديد.
ومثل هذه الاصطلاحات وردت كثيرا في الكتاب المقدس فراجع.
بقي أن نعرف شيئا وهو أن عيسى (ع) إذا كان ابن الله، أو كان آلها في ثلاثة فإنه لا بد وأن يكون ذاتي القدرة، أي أنه لا يستمد قدرته من أي أحد آخر، لأنه إذا كان كذلك يكون محتاجا إلى غيره، وكل من يحتاج إلى غير ذاته فهو مخلوق مألوه فقير إلى خالقه، وقد ذكر الإنجيل في غير مكان أو المسيح (ع) قد صرح بأن قدرته معطاة له من جانب الله تعالى، وليست قدرة ذاتية.
منها هو يصرح أنه بروح الله يخرج الشياطين لا من ذاته.
" ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين " (متى 12: 28).
وها هو يقول أيضا:
" فتقدم يسوع وكلمهم قائلا دفع إلي كل سلطان في السماء وعلي الأرض ".
(متى 28: 18).