الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٤٩
شريعة الله بالأولى، إذا استلزم سلب حرية الإرادة التي وهبها الله للإنسان بمحض جوده... أقول لكم حقا إن أساس القدر إنما هو شريعة الله وحرية الإرادة البشرية.. إن إلهنا يريد أن يتبع برحمته حرية إرادة الإنسان، ولا يريد أن يترك بقدرته غير المتناهية المخلوق، وهكذا لا يقدر أحد في يوم الدين أن يعتذر عن خطاياه، لأنه يتضح حينئذ كم فعل الله لتجديده، وكم قد دعاه إلى التوبة.. أقول لكم إن كيفية القدر غير واضحة للإنسان، وإن كان ثبوته حقيقيا كما قلت لكم... حقا إني لم أجد أحدا يرفض الصحة، وإن لم يمكن إدراك كيفيتها (1) "!
الحق أقول لكم إن كل من يفعل حسنا، لكي يراه الناس، فهو مراء، لأن عمله لا ينفذ إلى القلب الذي لا يراه الناس، فيترك فيه كل فكر نجس وكل شهوة قذرة، أتعلمون من هو المرائي؟ هو الذي يعبد بلسانه الله، ويعبد بقلبه الناس، إنه بغى، لأنه متى مات، خسر كل جزاء.. ويل إذا للمرائين، لأن جزاءهم باطل... إن المرائي لص... لأنه يتذرع بالشريعة ليظهر صالحا ويختلس مجد الله... ثم أقوى لكم أيضا إنه ليس للمرائي إيمان،، لأنه لو آمن بأن الله يرى كل شئ وأنه يقاص الإثم بدينونة مخيفة، لكان ينقى قلبه الذي يبقيه ممتلئا بالإثم (2) "!
" إن ما فرضه الله طريقا لخلاص الإنسان، هو ما أمر به الأنبياء بالقول به "، " إن خدمة الله بالحق تمكن في كل زمن، ولكن الناس يصيرون أردياء بالاختلاط بالعلم، أي بالعوائد الرديئة في كل زمن (3) "!
" ما أتعسك أيها الإنسان، الذي تحترم النور الذي يشترك فيه الذباب والنمل، وتحتقر النور الذي تشترك فيه الملائكة والأنبياء وأخلا الله الأطهار خاصة (4) "!

(1) راجع ص 255 و 258 و 259 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 68 و 72 و 73 من إنجيل برنابا.
(3) راجع ص 276 و 281 ومن إنجيل برنابا.
(4) راجع ص 181 من إنجيل برنابا.
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»