الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٤٥
بل أكثر من ذلك، فإن الله يريد أن يعطي نفسه للإنسان (1) "، " لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته، إن الله تعالى يعد الخاطئ برحمته، قائلا، " أقسم بنفسي، أن الساعة التي يندب فيها الخاطئ خطيئته، هي التي أنسى فيها أئمة، إلى الأبد (2) "، " يقول الله هكذا للرجل الذي يعبده بإخلاص " أعرف أعمالك وأنك تعمل لي، لعمري أنا الأبدي، إن حبك لا يزيد على جودي، فإنك تعبدني إلها خالقا لك، عالما أنك صنعي، ولا تطلب مني شيئا، سوى النعمة والرحمة لإخلاصك في عبادتي، لأنك... ترغب أن تعبدني أبدا، هكذا أفعل أنا، فإني أجزيك.. لأني لا أضع في يديك خيرات الجنة فقط، بل أعطيك نفسي هبة، وكما أنك تريد أن تكون عبدي دائما، أجعل أجرتك إلى الأبد (3) "، " ليكن الفكر والكلام والعمل جميعا، لمحبة الله (4) "!
(6) مرقبة الله:
قال تعالى: " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين "، وقال " فمن يعمل مثقال ذرة، خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة، شرا يره "، ويقول الغزالي إن مطلب العقل، تزكيه النفس " قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها "، وهو يحتاج إلى مشارطتها أولا، فيرشدها إلى طرق الفلاح، ثم لا يغفل عن مراقبتها لحظة ويحاسبها! والمحاسبة تكون تارة بعد العمل وتارة قبله للتحذير، ومعناه وزن الأمور أولا، والنظر فيها بتدبر، ثم الإقدام عليها، فمباشرتها، ولا يبقى بعد ذلك إلا المراقبة للنفس عند الخوض في الأعمال وملاحظتها، فإنها إن تركت طغت وفسدت، " إن الله كان عليكم رقيبا "!
وحقيقة المراقبة هي ملاحظة الرقيب وانصراف الهم إليه، وهي حالة

(1) راجع ص 272 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 265 و 266 من إنجيل برنابا.
(3) راجع 262 من إنجيل برنابا.
(4) راجع ص 98 من إنجيل برنابا.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»