الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٤٢
وجاء في إنجيل برنابا " أحب الرب إلهك، وقريبك، أحب إلهك فوق كل شئ بقلبك وعقلك، وقريبك كنفسك (1) "!
" إنما كل ما ينال الإنسان، إنما يناله من الله، لذلك يجب على الإنسان أن يتصرف بأعظم ضعة، عارفا حقارته وعظمة الله، مع كرمه العظيم الذي يغنينا به، لذلك لا يجوز للمرء أن يقول لماذا فعل هذا أو قيل هذا في العالم على مائدة الله، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته، إنه مهما كان الشئ الذي يناله الإنسان من الله في العالم صغيرا، فإنه يجب عليه في مقابلته أن يصرف حياته، حبا في الله (2)... "!
" إنكم تكونون مجانين، إذا كنتم لا تعطون حواسكم لله، لتشتروا نفسكم حيث يستقر كنز المحبة، لأن المحبة كنز لا نظير له، لأن من يحب الله، كان الله له، ومن كان الله له، كان له كل شئ... إن من لا يبغض أباه وأمه وحياته وأولاده وامرأته، لأجل محبة الله، فمثل هذا ليس أهلا أن يحبه الله (3)... " " يجب عليك أن لا تحترم الشعب ولا العالم كله ولا الأطهار كلهم ولا الملائكة كلهم، إذا أغضبوا الله (4) "!
" فهذا العالم يحب الله أيضا، لأنهم بالطبيعة يتوقون إلى الله، قدر ما يستطيع كل أحد أن يتوق بحسب الطبيعة إلى الله، وإن ضلوا في طلب الله، أفتعلمون

(1) يريد بالقريب الذي أظهر الرحمة، راجع ص 45 من إنجيل برنابا. وأشرف ما أوصى به المسيح عليه السلام، هو المحبة حتى قال إنها الناموس والأنبياء، وهو مبدأ سام، إذ في حب الإنسان لخالفه سعادته في الدنيا والآخرة، إذ يدعوه إلى أن يأتمر بأوامره، وينتهي عن نواهيه، وفي حب الإنسان لأخيه، دعوة للسلام وانتفاء الخصومات والمنازعات ورفع لمقام الحلم والسماح، وفي حب الإنسان لعدوه الصفاء لمبغضه وموصل الأذى إليه، أسمى فضيلة!
(2) راجع ص 201 من إنجيل برنابا.
(3) راجع ص 36 و 37 من إنجيل برنابا.
(4) راجع ص 284 من إنجيل برنابا.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»