لماذا يتوفى الجميع إلى الله؟ لأنهم يتوقون جميعا إلى صلاح غير متناه، بدون أدنى شر، وهذا هو الله وحده، لذلك أرسل الله الرحيم أنبياءه، إلى هذا العالم لخلاصه (1) "!
" الخطاة يظهرون رحمة الله... الخاطئ التائب يحب إلهنا، أكثر من البار، لأنه يعرف رحمة الله العظيمة له، لأنه ليس للبار معرفة برحمة الله، ولذلك يكون الفرح عند ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب، أكثر من تسعة وتسعين بارا (2) "!
" الحق أقول لكم إنكم مهما أعطيتم وتركتم لأجل محبة الله فستستردونه مائة ضعف، مع الحياة الأبدية (3) "، " احذروا إذا أن تريدوا أو تحبوا شيئا غير مرض لله "، " لا تأسف يا برنابا، لأن الذين اختارهم الله قبل خلق العالم لا يهلكون (4) "، " تأملوا هذا، أن كل القديسيين والأنبياء كانوا أعداء جسدهم لخدمة الله، لذلك جروا بطيب خاطر إلى حتفهم، لكيلا يتعدوا شريعة الله المعطاة لموسى عبده، ويخدموا الآلهة الكاذبة (5) "، " ما أعظم رحمة الله للذين يحبونه (6) "!
" الحق أقول لكم، إن كثيرين يغتسلون ويذهبون للصلاة، وكثيرون يصومون ويتصدقون، وكثيرون يطالعون ويبشرون الآخرين، وعاقبتهم ممقوتة عند الله، لأنهم يطهرون الجسد لا القلب، ويصرخون بالفم لا بالقلب، يمتنعون من اللحوم، ويملأون أنفسهم بالخطايا، يهبون الآخرين أشياء غير نافعة لهم أنفسهم، ليظهروا بمظهر الصلاح، يطالعون، ليعرفوا كيف يتكلمون لا ليعملوا، ينهون الآخرين عن الأنبياء التي يفعلونها هم أنفسهم، وهكذا يدانون بألسنتهم، لعمر الله إن هؤلاء لا يعرفون الله بقلوبهم، لأنهم لو عرفوه