أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بالصلاة والتسبيح والتهليل بالغدو والآصال.
وتعتبر الطريقة التجانية بيت القصيدة في نظم هذه الطرق الصوفية وقد أخطأ من أنكر على هذه الطرق الدينية وزعم أنها بدعة مخالفة للكتاب والسنة أو اتهم زعماءها و اعترض عليهم.
هذا ولا ينكر أحد بأن الإسلام ما انتشر هنا في إفريقيا السوداء إلا بفضل جهود شيوخ الطرق من أمثال الحاج عمر الفوتي. والشيخ أحمد أمير حمد الله والشيخ محمد عبد الله سعاد. والشيخ عثمان فودي والعلامة الشيخ محمد بابه والسيد الحاج مالك سه و غيرهم رضي الله عنهم وقد قال الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه: " وشرط هذا الورد المحافظة على الصلوات الخمس في الجماعات والأمور الشرعية. وإياكم ولباس حلة الأمن من مكر الله فإنه عين الهلاك وترك المقاطعة مع جميع الخلق وآكد ذلك بينكم وبين الإخوان في الطريقة. " وهذا دليل آخر على مدى اهتمام الطريقة التجانية بالصلاة التي هي عماد الدين، وإنها تحث على مواصلة الأرحام وعدم الأمن من مكر الله ومع ذلك فأورادها لم تزاحم الفرائض ولا السنن في أوقاتهم بل هي مؤقتة في أوقات ندب فيها الذكر خاصة و هي من بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس وبعد صلاة العصر إلى الغروب.
وأما ما ورد في كتب الطريقة من فضائل الذكر، وإن من أخذ الورد التجاني و داوم عليه إلى الممات أنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عقاب هو ووالده وأزواجه وذريته إن سلم الجميع من الانتقاد. فهذه الوعود كلها داخلة تحت وعد الله ورسوله، وهي صادقة إن شاء الله تعالى.
ووجه ذلك قد سبق أن علمت بأن الورد التجاني ما هو إلا الاستغفار، والهيللة و الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية تصرح في أكثر من موضع فضل الذكر بهذه الصيغ وما وعده الله للذاكرين بها قال الله تعالى: (و الذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما * الأحزاب 35) وقال: (و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * الجمعة: 10) وفي الحديث: (ما من قوم اجتمعوا يذكرون