بيان في أحكام الطرق والأوراد الصوفية هذا ومن الجدير بالذكران من الوهابيين من ينكرون الطرق والأذكار الصوفية كالتجانية والقادرية والشاذلية ونحوها ويرفضونها رفضا بتا ويرونها من البدع القبيحة ويقولون بأنها لم تكن في زمن الرسول ولم يفعلها الصحابة ولا التابعون ويحملون الناس على تركها بكل ما لديهم من حول وقوة. ويستدلون ببعض الآيات القرآنية كقوله تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا * المائدة: 3) وكقوله: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله * الأنعام : 153) ويزعمون بأن هذه الأوراد هي السبل المعنية في نص الآية.
وجوابنا على هذه الأدلة بأنها بعيدة عن الحق بعد المشرق من المغرب فهذه الآيات وما شاكلها لا علاقة لها بنفي الورد أصلا وقد أخطأ فهمهم هنا خطأ فاحشا وناهيك عما فيه من تحريف القرآن الكريم وافتراء الكذب على الله تعالى. فتفسير هذه الآيات و معانيها معروفة بتقرير الفقهاء والمفسرين ومن أراد الوقوف على حقيقتها فليطالع كتب التفسير.
أما الطرق الصوفية - كما يمكن أن نعرفها - إنما هي جمعيات دينية شكلت للتعاون على ذكر الله والصلاة على نبيه بشروط وأنظمة معينة تتفق مع مبادئ الإسلام وأهدافه. وأركانها ثلاثة وهي الاستغفار، والهيللة، والصلاة على النبي.
والهدف من تشكيل هذه الجمعيات الدينية - في نظر السادة الصوفية - هو مجرد التقرب إلى الله تعالى بالأذكار التي أمر الله عباده بذكرها بعد أداء فرائضهم قال الله عزو جل: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم * النساء: 103) و امتثال أمره تعالى بقوله: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون * البقرة: 152) و قوله: (وتعاونوا على البر والتقوى * المائدة: 2) وقد رأوا أن التعاون على ذكر الله والصلاة على نبيه أفضل وأهم من جميع أنواع