وقد بشر الله الذاكرين بقوله تعالى: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما * الأحزاب: 35) وقال أيضا: (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * الجمعة 10) فلا يضرنا إذا إنكار المنكر بما هو موافق للكتاب والسنة.
هذا وقد ورد في كتاب " ذكر الله تعالى " لمؤلفه الحاج سعد بن عمر بعد أن أورد جملة من الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الذكر والحث عليه قال سيادته: فمما تقدم من النصوص الصريحة نعلم ونتحقق بأن الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والشهادة أن لا إله إلا الله أذكار حث عليها الكتاب والسنة ورغبا في ذكرها ووعد الله عليهما ورسوله الثواب الجزيل وغفران الذنوب والدخول في الجنان وأن الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام داوموا على ذكرها مدى حياتهم.
فبناء على هذا نصرح بكل وضوح إن الورد التجاني الذي ليس إلا كواحد من هذه الأذكار الجليلة لا يكون بوجه من الوجوه حراما أو بدعة قبيحة كما لا يصح القول بأن الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه اخترعه من عند نفسه بل هي أذكار قرآنية محضة لا غبار فيها.
فإن قال قائل بأن الورد المذكور ليس من الدين لأن الدين قد تم قبله لقوله تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا * المائدة: 3) ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله) رواه مالك رحمه الله نقول وأي دين تم قبل لا إله إلا الله وقبل الاستغفار وقبل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن هذه الألفاظ الثلاثة هي أركان الورد التجاني وعليها مداره فإن كان القائل يعني بتمام الدين الإسلامي نقول فإن الله تعالى جعل لا إله إلا الله مفتاحه والاستغفار مذهب ذنوب أهله و الصلاة على النبي معرفة جميل نبيه وقد نطق بها الكتاب والسنة وعمل بها الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام والصالحون من أمته وسيعمل بها المسلمون إلى يوم القيامة سواء كانوا تجانيين أو غير تجانيين فلا نجاة لأحد ممن يتدين بالدين الإسلامي دونها ".
هذا وللطرق الصوفية دور هام في تحقيق الدعوة الإسلامية وأثر بارز في التأليف بين قلوب المسلمين وجمع كلمتهم وحملهم على التمسك بالكتاب والسنة، وتعمير بيوت