الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٤٥
تمام ضبطهم وتحريرهم لها وكمال إدراكهم وقوة ديانتهم واعتنائهم وتفرعهم و نور بصائرهم ".
وخلاصة القول فإن مدعي الاجتهاد من أبناء هذا العصر، المنكرين لتقليد أئمة المذاهب قد لا يريدون من وراء هذه الدعوى إلا حب الظهور وقصد الشهرة بمقتضى قاعدة: " خالف تعرف ". أو يريدون بها تفريقا وحدة المسلمين وإثارة الشكوك و الخلافات بين صفوفهم سعيا وراء مصالحهم الشخصية. وإلا فهم أعلم بأنفسهم قبل غيرهم بأنهم ليسوا من ذوي المكانة المعتبرة في العلوم، ولا أهلية لهم بالفتوى فضلا عن الاجتهاد الذي يقف دونه أكابر العلماء.
مسألة القبض والسدل أما القبض فهو الشعار الرسمي لوهابيي بلادنا وقانونهم المطبق بل هو الركن المؤكد وشرطهم الأساسي لصحة الصلاة. وقد يبطلون صلاة من ترك القبض وأسدل يديه ولا يأتمون به ويحكمون عليه بالكفر والفسوق تارة، وبالشرك والنفاق تارة أخرى.
فهذا الحكم الفاسد إما لجهلهم بفقه الصلاة وإما لإنكارهم على الإمام مالك رضي الله عنه الذي كره القبض في الفرائض ولا حجة لبعضهم في تأكيد هذا القبض و اختياره على السدل سوى إنهم ذهبوا إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ووجدوا أهل مكة يقبضون أيديهم في الصلاة.
ونحن نجيب لأولئك البعض بأن الحج إنما هو مؤتمر إسلامي كبير يشترك فيه آلاف من المسلمين القادمين من بلاد مختلفة ومن أماكن شتى فبعضهم على مذهب الحنفي والبعض الآخر على مذهب الحنبلي وقد يكون بعض هذه المذاهب يفضل القبض ويأمر به خلافا لمذهب الإمام مالك رضي الله عنه.
ولا ينبغي لمالكي أن يترك مذهبه ويقلد غيره على هذه الصورة خصوصا إذا كان قبضه يؤدي إلى سوء التفاهم واختلاف الآراء فيما بينه وبين قومه فصون الوحدة الإسلامية والسعي لتقارب وجهات النظر بين المسلمين في شؤونهم الدينية والدنيوية
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»