التعاون لقوله تعالى: (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون * العنكبوت: 45) هذا ومن المعلوم بالضرورة أن هذه الأذكار التي ينكرونها مأخوذة كلها من الكتاب والسنة وهي دائرة بين الاستغفار، والهيللة والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم.
وأما الاستغفار فقد ورد ذكره في القرآن الكريم بصيغة الأمر في عدة مواضع، منها قوله تعالى: (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا * النصر: 3)، (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه * هود: 3) وأما الأحاديث الواردة في الاستغفار فكثيرة لا يمكن حصرها فمنها قوله عليه الصلاة والسلام: (يا أيها الناس توبوا إلى الله جميعا واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة) رواه مسلم. وقال عليه السلام: (ما من عبد ولا أمة يستغفر الله في اليوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب وقد خاب عبدا أو أمة عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب) رواه البيهقي أما الصلاة على النبي فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (إن الله وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما * الأحزاب: 56) وفي الحديث: (من صلى الله علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ومن صلى على عشرا صلى الله عليه مائة ومن صلى على مائة كتب الله بين عينيه براءة من النار وأسكنه الله تعالى يوم القيامة مع الشهداء) رواه مسلم أما الهيللة - لا إله إلا الله - فقد قال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك * محمد: 19) وقال عليه السلام: (أفضل الذكر لا إله إلا الله) رواه ابن ماجة و النسائي. وقال أيضا: (أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله) رواه مالك بن أنس عن طلحة فمن هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة استخرجت الأذكار المذكورة واتخذها السادة الصوفية طرقا لهم بهدف التقرب إلى الله والوصول إليه لا غير فمن زعم أن لهم غرضا غير ذلك أو هدفا دون هذا فقد افترى وقد تبين أنها مأخوذة كلها من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة فلا ينكر عليها إلا الجاهل الأحمق أو السفيه المطلق.