له كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي " السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين " " الحديث " رواه مسلم " وعن بريدة " كان رسول الله " ص " يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول السلام على أهل الديار وفي رواية السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين والمسلمات الحديث رواه مسلم " وقد " مر في المقام الأول زيارة ابن عمر لقبر الشيخين مرارا كثيرة " وحكى " السمهودي في وفاء الوفا (1) عن الحافظ زين الدين الحسيني الدمياطي إن زيارة قبور الأنبياء والصحابة والتابعين والعلماء وسائر المؤمنين للبركة أثر معروف قال وقد قال حجة الإسلام الغزالي كل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد موته ويجوز شد الرحال لهذا الغرض " انتهى " " إلى أن قال " وقد روي عن النبي " ص " أنه قال آنس ما يكون الميت في قبره إذا زاره من كان يحبه في دار الدنيا وعن ابن عباس ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام وروي من زار قبر أبويه في كل جمعة أو أحدهما كتب بارا وإن كان في الدنيا قبل ذلك بهما عاقا " انتهى " وسيأتي في آخر هذا الفصل أحاديث زيارة فاطمة عليها السلام قبر حمزة وشهداء أحد كل جمعة أو بين اليومين والثلاثة وكفى بفعلها عليها السلام دليلا وحجة.
* المبحث الثاني في شد الرحال إلى زيارة القبور * وقد منع الوهابية من شد الرحال إلى زيارة النبي " ص " فضلا عن غيره وقد عرفت أن ابن تيمية في مقام تشنيعه على الإمامية قال إنهم يحجون إلى المشاهد كما يحج الحاج إلى البيت العتيق، وما هو حجهم إلا قصدهم زيارتها فسماه حجا إرادة لزيادة التهويل والتشنيع كما هي عادته " وفي " الرسالة الثانية من رسائل الهدية السنية لعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، وتسن زيارة النبي " ص " إلا أنه لا يشد الرحل إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه وإذا قصد مع ذلك الزيارة فلا بأس (انتهى) (واحتج) الوهابية لذلك برواية البخاري عن أبي هريرة عن النبي " ص " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول " ص " والمسجد الأقصى " ورواه " مسلم في الحج والصلاة إلا أنه قال