الواجبات قال وكذلك نص عليه المالكية والحنابلة وأوضح السبكي نقولهم في كتابه في الزيارة " انتهى ".
(الرابع) دليل العقل فإنه يحكم بحسن تعظيم من عظمه الله تعالى والزيارة نوع من التعظيم وفي تعظيمه (ص) بالزيارة وغيرها تعظيم لشعائر الإسلام وإرغام لمنكريه وقد ثبت رجحان زيارته " ص " في حياته والوصول إلى خدمته فكذلك بعد مماته خصوصا بعد الالتفات إلى ما ورد من حياته البرزخية وقد مضى في فصل التوسل قول مالك إمام دار الهجرة للمنصور أن حرمة النبي (ص) ميتا كحرمته حيا وليس في العقل شئ يمنع من الزيارة أو يوجب قبحها بل فيه ما يحسنها من تعظيم من عظمه الله واحترام من هدى الناس إلى سبيل الرشاد وكان سبب سعادتهم في الدارين.
* المقام الثاني في زيارة سائر القبور * قد ثبت أن النبي " ص " كان يزور أهل البقيع وشهداء أحد (وروى) ابن ماجة (1) بسنده عنه " ص " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " وبسنده " عن عائشة أنه " ص " رخص في زيارة القبور (وفي) حاشية السندي عن الزوائد أن رجال إسناده ثقات (وبسنده) عنه (ص) كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة (ورواه) مسلم (2) إلى قوله فزوروها (وروى) النسائي ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور فليزر (وزار) النبي " ص " قبر أمه وهي مشركة بزعم الخصم (روى) مسلم في صحيحه (3) وابن ماجة (4) والسنائي (5) بأسانيدهم عن أبي هريرة زار النبي " ص " قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال " ص " استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم بالموت (قال) النووي في شرح صحيح مسلم هو حديث صحيح بلا شك (وروى) مسلم (6) أنه كلما كانت ليلة عائشة من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وآتاكم ما توعدون) وعلم " ص " عائشة حين قالت