صريح في أنها كانت دارا مملوكة وكان عليها قبة وسيأتي في فصل الكتابة على القبور أن عقيلا لما حفر في داره بئرا وجد حجرا مكتوبا فيه هذا قبر أم حبيبة بنت صخر ابن حرب وفي رواية أخرى أنه وجده في دار علي بن أبي طالب فدل على أن محل قبرها كان مملوكا وكل هذه الأخبار مع دلالتها على الملك تدل على جواز البناء حول القبور والدفن في محل البناء وإن سيرة المسلمين على ذلك.
(الرابع) من أدلتهم الأحاديث الناهية عن البناء على القبور. روى مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حفص بن غياث عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر نهى رسول الله " ص " أن يجصص القبر وأن يبنى عليه (1). وروى الترمذي عن عبد الرحمن ابن الأسود عن محمد بن ربيعة عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر نهى رسول الله " ص " أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ. وروى أبو داود من حديث جابر أن رسول الله " ص " نهى أن يجصص القبر أو يكتب عليه أو يزاد عليه. وروى أيضا عن أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر عن النبي " ص " نهى أن يقعد على القبر وأن يجصص وأن يبنى عليها. وروى ابن ماجة عن زهير ابن مروان عن عبد الرزاق عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر نهى رسول الله " ص " عن تجصيص القبور. وروى أيضا عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله الرقاشي عن وهب عن عبد الرحمن بن زيد عن القاسم بن مخيمرة عن أبي سعيد أن النبي " ص " نهى أن يبنى على القبور. وروى النسائي عن هارون بن إسحاق عن حفص عن ابن جريح عن سليمان ابن موسى وأبي الزبير عن جابر نهى رسول الله " ص " أن يبنى على القبر أو يزاد عليه أو يجصص زاد سليمان بن موسى أو يكتب عليه. وروى أيضا عن يوسف بن سعيد عن حجاج عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر نهى رسول الله " ص " عن تقصيص القبور (2) أو يبنى عليها أو يجلس عليها أحد. ويحكى عن عمر أنه رأى قبة على قبر ميت فقال نحوها عنه وخلوا بينه وبين عمله يظله أو دعوه يظله عمله.