هذا منحرفا عن علي (ع) مبغضا له وقد قال رسول الله " ص " لعلي (ع) لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (1) ومنهم. أي المنحرفين عن علي (ع) أبو وائل شقيق بن سلمى كان عثمانيا يقع في علي (ع) ويقال إنه كان يرى رأي الخوارج ولم يختلف في أنه خرج معهم وأنه عاد إلى علي (ع) منيبا مقلعا روى خلف بن خليفة قال أبو وائل خرجنا أربعة آلاف فخرج إلينا علي فما زال يكلمنا حتى رجع منا الفان وروى صاحب كتاب الغارات عن عثمان بن أبي شيبة عن الفضل ابن دكين عن سفيان الثوري قال سمعت أبا وائل يقول شهدت صفين وبئس الصفين كانت قال وروى أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال كان أبو وائل عثمانيا (انتهى) ويؤيد انحرافه عن علي (ع) ما حكاه ابن حجر في تهذيب التهذيب (2) أنه قال عاصم ابن بهدلة قيل لأبي وائل أيهما أحب إليك علي أو عثمان قال كان علي أحب إلي ثم صار عثمان (انتهى). هذا شأن سند الحديث.
وأما متنه ففيه (أولا) أنه شاذ انفرد به أبو الهياج بل قال السيوطي في شرح سنن النسائي (3) أنه ليس لأبي الهياج في الكتب إلا هذا الحديث الواحد (انتهى). (ثانيا) أنه لا دلالة فيه على شئ مما زعموه من عدم جواز البناء على القبور بل هو وارد في الأمر بالتسطيح والنهي عن التسنيم فإن المشرف وإن كان معناه العالي إلا أن التسنيم نوع من العلو أو معنى من معانيه. ففي القاموس الشرف محركة العلو ومن البعير سنامه (انتهى) فالمشرف يشمل بإطلاقه أو بوضعه العالي بالتسنيم وبغيره إلا أن قوله ألا سويته قرينة على إرادة التسنيم من الأشراف لأن التسوية التعديل. ففي المصباح المنير: استوى المكان اعتدل وسويته عدلته. وفي القاموس سواه جعله سويا (انتهى) فقوله إلا سويته يعين أن المراد من الأشراف ما يقابل التسوية وليس هو إلا التسنيم فإن مطلق العلو لا يقابل التسوية لجواز أن يكون عاليا مستويا فلا يناسب مقابلة العالي بالمستوى بل اللازم أن يقول إلا جعلته لاطئا أو نحو ذلك وإرادة الهدم من التسوية غير صحيحه ولا يساعد عليها عرف ولا لغة لأن التسوية ليس معناه الهدم ولا تستعمل فيه إلا بأن يقال سويته بالأرض أو نحو ذلك مع أن التسوية