المجئ إلى قبر رسول الله (ص) والدعاء: اللهم إنك قلت في كتابك ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك الخ. وتقدم مجئ رجل إلى قبره (ص) وسؤاله أن يستسقي لأمته فسقوا، قوله: ولا يستغيثون بهم لا في مغيبهم ولا عند قبورهم، هذه الدعوى يكذبها مضافا إلى ما تسالم عليه المسلمون خلفا عن سلف من الاستغاثة بالأنبياء والصالحين وطلب الشفاعة منهم كما يظهر مما ذكرناه في تضاعيف هذا الكتاب ما ذكره عالم المدينة السمهودي الشافعي في كتابه وفاء الوفا حيث قال في كلامه الآتي في الفصل الثالث إن الاستغاثة بالنبي (ص) من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين وما ذكره في خاتمة الباب الثامن (2) من استغاثة جماعة من السلف به " ص " بعد وفاته حيث قال: خاتمة في نبذ مما وقع لمن استغاث بالنبي " ص " أو طلب منه شيئا عند قبره فأعطي مطلوبه ونال مرغوبه مما ذكره الإمام محمد بن موسى بن النعمان في كتابه مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام فمن ذلك ما قال:
اتفق لجماعة من علماء سلف هذه الأمة من أئمة المحدثين والصوفية والعلماء بالله المحققين.
قال محمد بن المنكدر أودع رجل أبي ثمانين دينارا وخرج للجهاد وقال له إن احتجت انفقها وأصاب الناس جهد من الغلاء فأنفقها فقدم الرجل وطلبها فقال له عد إلي غدا وبات في المسجد يلوذ بقبر النبي " ص " مرة وبمنبره مرة حتى كاد أن يصبح، يستغيث بقبر النبي " ص " - إلى آخر القصة وقال: الإمام أبو بكر ابن المقري كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ في حرم رسول الله " ص " وأثر فينا الجوع فلما كان وقت العشاء حضرت قبر النبي " ص " وقلت يا رسول الله الجوع، إلى أن قال: فدق الباب علوي معه غلامان مع كل واحد زنبيل فيه شئ كثير وقال أشكوتم إلى رسول الله " ص " فإني رأيته في المنام فأمرني أن أحمل بشئ إليكم ثم ذكر السمهودي بعد نحو من نصف ورقة أن هذه الواقعة رواها ابن الجوزي في كتابه الوفاء بإسناده إلى أبي بكر المقري قال وقال ابن الجلاد دخلت المدينة وبي فاقة فتقدمت إلى القبر وقلت ضيفك فغفوت فرأيت النبي (ص) فأعطاني رغيفا فأكلت نصفه - إلى آخر القصة.