تحويلا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك " الآية ". إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم " الآية ". ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له " الآية ").
وقال الصنعاني في تنزيه الاعتقاد وقد سمى الله الدعاء عبادة بقوله (ادعوني أستجب لكم. إن الذين يستكبرون عن عبادتي الآية) وفي الهدية السنية (2) عنه " ص " الدعاء مخ العبادة رواه الترمذي وفي رواية الدعاء هو العبادة ثم قرأ " ص " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي " الآية " رواه أحمد وأبو داود والترمذي " انتهى ". ومن هتف باسم نبي أو صالح عند الشدائد كقول يا رسول الله يا ابن عباس بدون أن يتبعه بشئ أو قال إشفع لي إلى الله في حاجتي أو أستشفع بك إلى الله في حاجتي أو نحو ذلك أو قال اقض ديني أو اشف مريضي أو نحو ذلك فقد دعا ذلك النبي والصالح والدعاء عبادة بل مخها كما عرفت فيكون قد عبد غير الله وصار مشركا إذ لا يتم التوحيد إلا بتوحيده تعالى في الإلهية باعتقاد أن لا خالق ولا رازق غيره وفي العبادة بعدم عبادة غيره ولو ببعض العبادات وعباد الأصنام إنما أشركوا بعدم توحيد الله في العبادة كما مر مفصلا.
والجواب: إن الدعاء والاستغاثة بغير الله يكون على وجوه ثلاثة، الأول: أن يهتف باسمه مجردا مثل أن يقول يا محمد يا علي يا عبد القادر يا أولياء الله يا أهل البيت ونحو ذلك. الثاني: أن يقول يا فلان كن شفيعي إلى الله في قضاء حاجتي أو ادع الله أن يقضيها أو ما شابه ذلك. الثالث: أن يقول اقض ديني أو اشف مريضي أو انصرني على عدوي وغير ذلك. وليس في شئ من هذه الوجوه الثلاثة مانع ولا محذور فضلا عما يوجب الاشراك والتكفير لأن المقصود منها طلب الشفاعة وسؤال الدعاء سواء صرح بذلك كما في الوجه الثاني أو لا كما في الوجهين الباقيين للعلم بحال المسلم الموحد المعتقد إن من عدا الله تعالى لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا فبسبب ذلك نعلم أنه لم يقصد سوى طلب الشفاعة والدعاء ولو فرض أننا جهلنا قصده لوجب حمله على ذلك سواء صدر من عارف أو عامي لوجوب حمل أفعال المسلمين وأقوالهم على الصحة مهما أمكن حتى يعلم الفساد