الدنيا لأمور الدنيا والآخرة فعن صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس عن النبي " ص " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا (1) إلا شفعهم الله فيه. وعن صحيح مسلم عن عائشة عن النبي " ص " ما من ميت يموت يصلي عليه أمة من الناس يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه وهذان الخبران يدلان على جواز الشفاعة في الدنيا من آحاد المؤمنين وأنها لا تختص بالآخرة ولا بالأنبياء فهل إذا أوصي رجل جماعة من إخوانه أربعين أو مائة أن يقوموا على جنازته ويشفعوا فيه أو يصلوا عليه ويشفعوا فيه يكون مشركا وآثما مخطئا عند محمد بن عبد الوهاب واتباعه لأنه طلب منهم الشفاعة وخالف قوله تعالى فلا تدعوا مع الله أحدا كما يكون طالبها من النبي " ص " كذلك، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
وعن الترمذي عن أنس سألت النبي " ص " أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل قلت فأين أطلبك قال أولا على الصراط قلت فإن لم ألقك قال عند الميزان قلت فإن لم ألقك قال عند الحوض فإني لا أخطي هذه المواضع. فهذا أنس قد طلب الشفاعة من النبي " ص " في دار الدنيا ولم يطلبها من الله كما يريد ابن عبد الوهاب وأقره النبي " ص " على ذلك أفهل كان أنس بذلك آثما ومشركا والنبي " ص " أقره على معصيته وشركه وابن عبد الوهاب وحده موحدا أم إن النبي " ص " لم يسمع بقوله تعالى: لله الشفاعة جميعا. ولا تدعوا مع الله أحدا. ولذلك لم ينه أنسا عن طلب الشفاعة منه أو سمعه النبي " ص " ولم يفهم معناه وفهمه محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لأنهم أعلم بكتاب الله تعالى من رسول الله " ص " وأصحابه.
وقد طلب سواد بن قارب وهو من الصحابة الشفاعة من النبي " ص " كما سيأتي في الفصل الثالث في التوسل:
فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * بمغن فتيلا عن سواد بن قارب ولم ينكر عليه رسول الله " ص " ولم ينهه ولم يقل له لم طلبت الشفاعة مني ودعوت غير