ولم يبق من بناته الطاهرات إلا الزهراء البتول وقد رزقها الله بالسبطين الكريمين والحفيدين النيرين الحسن والحسين كما رزقها البطلة المجاهدة والعقيلة الخالدة والبارة الطاهرة صاحبة المواقف المشهورة وشجرة الفضائل المحمودة السيدة زينب رضي الله عنهم أجمعين.
ومن ذرية الزهراء كان جميع أهل البيت الشرفاء والأمجاد الأعزاء، ومن مناقبها رضي الله عنها كثرة ورود اسمها على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولعلنا لا ننسى حديث المرأة المخزومية التي سرقت وكانت من أشرف القبائل ومن أنبلها ولما خاف أهلها ما سيلحق بهم من معرة قطع يدها بإقامة الحد عليها وسطوا أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه ليشفع فيها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يقطع يدها، ولما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال قولته الخالدة: " يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله؟... والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!! " (1).
القدوة الحسنة:
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يأخذها بأدب أهل البيت ليجعل من أهل بيته مثلا أعلى في الزهد في متاع الحياة الدنيا.
عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة