ويحدثنا أبو هريرة فيما رواه - الترمذي وابن حبان والحاكم من حديث أسامة بن زيد - قال رضي الله عنه: جئت إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لي: إنه عند السيدة فاطمة فأتيته فلما طرقت الباب خرج لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متدثر بعباءته. ورأيته يحمل شيئا داخلها بينها وبين صدره فقلت له ماذا يا رسول الله؟.
فابتسم وقال: " هذان ابناي الحسن والحسين اللهم فأحبهما وأحب من يحبهما " (1). فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحج أو الغزو لا يخرج من المدينة حتى يكون آخر عهده بها رؤية السيدة فاطمة فإذا عاد من سفره بدأ بالمسجد فصلى به ركعتين ثم يأتي السيدة فاطمة بعد ذلك ثم يخرج من عندها إلى بيت أزواجه أمهات المؤمنين وربما عتبت عليه بعض أزواجه في ذلك فيقول لها: " إن فاطمة الزهراء أحب أهل بيتي إلي " (2).
ومن مناقبها رضي الله عنها أن الله حفظ ذرية نبيه في ذريتها وأبقى عقبه في عقبها فهي وحدها دون بناته وبنيه أم السلالة الطاهرة والعترة الخيرة من عباد الله لأن أبناء النبي الذكور لم يكبروا فقد مات القاسم وعبد الله وإبراهيم وهم جميعا أطفال صغار لم يشبوا عن الطوق ولم يبلغوا الحلم، وأما بناته عليه الصلاة والسلام فكن أربعا: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة الزهراء.