علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ٨٤
وكلامها، وقد وصفتها السيدة عائشة فقالت " ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها " (1) واستغربت مرة أن تكون فاطمة كسائر النساء حين رأتها تبكي ثم تضحك إلى جوار رسول الله في مرض وفاته ثم علمت أنها ضحكت لأنها سمعت من أبيها أنها أول من سيلحق به من أهله (2) وكانت رضي الله عنها ذات إرادة قوية لا تلين فقد بدا ذلك من زواجها وفي محاجتها لأبي بكر وعمر.
وقد يكون دلائل الإرادة في المرأة خاصة أنها تلزم الصمت ولا تكثر الكلام، وقد كان من عادة الزهراء أنها لا تتكلم حتى تسأل، وأنها لا تعجل إلى الحديث فيما تعلم فضلا عما لا تعلم، ولهذا انحصرت أحاديثها عن أبيها فيما كانت تسمعه منه بين البيت والمسجد، ولم تزد عليه. ولا ننسى أن الزهراء قد اختضرت وهي في الثلاثين، فإذا ظهر منها هذا الجد، وهذا اليقين، وهذه العزة، وهذه الإرادة وهي في تلك السن المبكرة فذاك ولا شك دليل على قوة كامنة يرجع إليها حين يفسر المفسرون خلائق بنيها وما كانوا قد استمدوه من هذا الميراث المكين) (3).

(١) (أخرجه الطبراني في " الأوسط " وأبو يعلى ورجالهما في " الصحيح " مجمع الزوائد (٩ / ٢٠١).
(٢) راجع حديث عائشة رقم (٣٦٢٣، ٢٥ / ٣٦، ٣٧١٠، ٤٤٣٣، ٦٢٨٥) في (المناقب) باب (علامات النبوة في الإسلام) وفي (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) باب (مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه ووفاته) وفي (الاستئذان) باب (من ناجى بين يدي الناس ولم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به) (٦ / ٦٢٧).
ومسلم رقم (٢٤٥٠) في (فضائل الصحابة) باب (فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم) (٤ / ١٩٠٤).
والترمذي رقم (٣٨٧٢) في (المناقب) باب (مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم) وأبو داود رقم (٥٢١٧) في (الأدب) باب (ما جاء في القيام وابن ماجة رقم (١٦٢١)، والنسائي في (فضائل الصحابة) (ص ٧٧) وابن سعد في (الطبقات) (٢ / ٢٤٧ - ٢٤٨) (٨ / ٢٦)، والحاكم (٢ / ١٥٦)، البيهقي في (دلائل) (٧ / ١٦٤)، وأحمد في (المسند) (٦ / ٧٧، ٢٤٠، ٢٨٢) وفي (الفضائل) (1322)، الطبراني في (المعجم الكبير) (29 / 418) الطحاوي في (المشكل) (1 / 48)، أبو نعيم في (الحلية) (2 / 39) والبغوي في (شرح السنة) (14 / 160).
(3) فاطمة الزهراء والفاطميون - عباس محمود العقاد.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست