رواية أم جعفر: " إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها " (1).
فقالت لها أسماء: لا لعمري يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أصنع نعشا كما رأيته يصنع بالحبشة.
فقالت فاطمة: " فأرينيه ".. فدعت أسماء بجرائد رطبة فحنتها، ثم جعلت على السرير نعشا.. فلما رأته فاطمة - رضي الله عنها - تبسمت وما رئيت متبسمة (2) إلا يومئذ، وقالت لأسماء: " ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل، سترك الله كما سترتني، إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخلن أحد علي " (3).
توفيت رضي الله عنها يوم الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت ثمان وعشرين سنة ودفنت بالبقيع ليلا وصلى عليها سيدنا علي رضي الله عنه وقيل صلى عليها العباس رضي الله تعالى عنه ونزل في قبرها هو وسيدنا علي والفضل بن عباس (4) وفي كتاب الذرية الطاهرة للدولابي (5) قال لبثت السيدة فاطمة بعد وفاء النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر.
وأصح الروايات رواية الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت:
مكثت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر (6).