مرور السنين، فلما ماتت أمها خديجة رضي الله عنها تضاعفت أعباؤها أكثر فأكثر، ولهذا سميت بأم أبيها.
ومن من المسلمين يجهل موقفها من عقبة بن أبي معيط حين تجرأ هذا الكافر العنيد على وضع سلا الجزور على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد في ظل الكعبة، فأسرعت وأزاحته عن رأسه الشريف، ساخرة بعقبة، متحدية غلظته وجبروته، وكل من كان معه يؤيده، في الكيد والأذى للنبي عليه الصلاة والسلام (1).
هذه السيدة العظيمة الجليلة يتمثل فيها جزء كبير من تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد عاصرت أحداث الرسالة، وعاشت فصولها، وأحست بضخامة الأعباء التي كان يتحملها النبي صلى الله عليه وسلم، ويصبر على شدائدها، وقد كانت قريبة تسمع وتدرك كل ما تعنيه كلماته يوم وقف على الصفا ينادي بأعلى صوته: (يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة) (2).
وكانت الزهراء بجواره يوم جاء يصلي في المسجد الحرام ويطوف