حقا إن السيدة فاطمة رضي الله عنها قد شاركت في تحمل أعباء الدعوة مشاركة فعالة، وأصابها من همومها وآلامها قسط غير قليل، فهل أتاك نبأ أحد العظيم؟ فقد أشيع يومها أن محمدا قد قتل، وبلغ النبأ السيدة فاطمة ونساء المؤمنين في المدينة فاهتزت المدينة للنبأ، وأسرعت السيدة فاطمة تنظر ماذا جرى، وتستكشف حقيقة الأمر، فلما رأت أباها والدم ينزف من وجهه الشريف أسرعت إليه تسعفه، وحاولت إيقاف الدم بيديها فلم تستطع، وكان علي بن أبي طالب - زوجها - يسكب الماء بالمجن على وجه الرسول صلى الله عليه وسلم فلما رأت أن الماء لا يزيد الجرح إلا نزيفا أسرعت إلى قطعة من حصير قديم فأحرقته حتى إذا صار رمادا ألصقته بالجرح فاستمسك الدم وسكن " (1).
من مناقب الزهراء رضي الله عنها:
ومن مناقبها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها ويكرمها ويسر إليها، وكانت أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم وأقربهم إلى قلبه، وأكثرهم التصاقا به، وأسرعهم إلى فهمه وإجابة مطالبة وتلبية حاجته.
روى الترمذي أن عائشة - رضي الله عنها - سئلت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. قالت: فاطمة. قيل من الرجال؟. قالت:
زوجها إن كان - ما علمت - صواما قواما " (2).
وعن بريدة - رضي الله عنه - قال: " كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرجال علي " (3).