وإن خالفوه في الدين وإنما اتفق في آل فرعون أنهم اتبعوه إلا الرجل المؤمن - ومع ذلك لم يخرج عن كونه من آل فرعون وقومه في النسبة قوم فرعون قال الله تعالى (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) الآية، وقال (يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) الآيات فآل فرعون سموا آله وقومه للقرابة لا لأجل اتباعهم له كما سمى الله أقوام الأنبياء إخوة لهم للدلالة على المشاركة في النسب لا لأنهم متبعون لهم قال تعالى (وأخوان لوط) وقال تعالى (إذ قال لهم أخوهم نوح) وقال تعالى (إذ قال لهم أخوهم هود) وقال تعالى (إذ قال لهم أخوهم صالح) إذا عرفت هذا عرفت أنه لا وجه لدعوى أن آل فرعون معناه ومفهومه أتباعه كما أن قومه كذلك وإنما تفسير آله بأتباعه دعوى ومصادرة فلا يصح احتجاجهم بها ونحن في مقام المنع لدعواهم، واستندنا إلى قوله تعالى (وقال رجل مؤمن من آل فرعون) وأخرج السيوطي في تفسيره في تفسير قول الله تعالى (والسابقون السابقون) قال أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى (والسابقون السابقون - قال نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في - يس - وعلي بن أبي طالب وكل رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم سبقا،، وروى الزمخشري في تفسير سورة يس عن رسول الله (ص) - سياق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله
(١٧)