الذرية من جملة أهل البيت فلا تدل على أن أهل البيت هم الأمة في هذا الحديث لأن عطف الذرية عليه لا يوجب أنه بمعنى الأمة وإنما هو من عطف بعض عندما تناوله الاسم المعطوف عليه للتصريح بالمعطوف مثل (من كان عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكائل) فعطف جبريل وميكائل وهما من الملائكة وهذا واضح فأهل البيت إن كانوا هنا بمعنى كافة القرابة عام للذرية وغيرهم والعطف عليه تنصيص على الذرية كالتنصيص على جبريل وميكائل وهذا لا مجال لهم منه لأنه لا يصح إخراج الذرية من الأمة فعطف الذرية على أهل البيت من عطف الخاص على العام على القولين مع أن هذا في كلمة أهل البيت وأصل الخلاف في كلمة - آل محمد - الواردة في الصلاة على محمد وعلى آل محمد في الرواية المشهورة بين الأمة..
فأما كلمة - أهل البيت - فحديث الكساء يبطل هذه الرواية الضعيفة لأنه مشهور بين الأمة ثابت لا يمكن رده بخلاف هذه الرواية وهذا على فرض أنها معارضة له، وحديث الكساء في صحيح مسلم وغيره وأكثر ألفاظه حاصلها أن رسول الله (ص) جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين وشملهم بكساء وقال - (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فهذا أوضح بيان لأهل البيت وأصح بيان. ومن المعلوم أن ليس المراد به - اللهم هؤلاء أمتي - لأن الأمة لا تنحصر في أهل الكساء إنما المراد به خاصتي من قرابتي تفسير الآية