وأما بيت عبد المطلب فهو من المجاز لأنها قد قامت القرينة الصارفة لأنه يعني أصحاب الفيل النصارى بشاهد الحال وليسوا قرابة للطيب، والمجاز شائع في اللغة كما أن قوله - آلك - مجاز ولعله لا ينازع فيه ومجرد الاستعمال لا يكفي لإثبات الحقيقة بل لا بد من التبادر إلى الفهم بدون قرينة ولا علاقة وذلك يكون بكثرة استعمال الكلمة في معناها واشتهاره حتى يصير معناها المعهود الذي يتبادر إلى الذهن ويسبق إلى الفهم فحين إذ يكون ذلك هو المعنى الحقيقي وبذلك تبين بطلان الاحتجاج ببيت عبد المطلب..
ومن المجاز قول الشاعر، فإنك من آل النساء وإننا يكن لأدنى لأوصال لغائب يعني أنك ممن يخالطهن ويكثر الدنو منهن بدليل قوله يكن لأدنى فجعله في هذا منسوبا إليهن كأنه خلق منهن كما نسب الإنسان إلى العجل في قوله تعالى (خلق الإنسان من عجل) ومن حججهم التي ذكرها البناء حاكيا عن الشوكاني قول - ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى (ادخلوا آل فرعون أشد العذاب) لأن المراد بآله أتباعه.
والجواب: أن المراد به قومه الذين هم القبط كما - قال تعالى - (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) ولا إشكال أن قوم الرجل في اللغة هم المشاركون له في النسب.