العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١١٤
وشاهدي كتب أهل الرفض أجمعهم * والناصبين كأهل الشام كالذهبي لو كان للمصطفى ذا الحب ما افترقت * حال لمن كان من صحب ومن قرب فانظر لنفسك ماذا قد فرقت به * حقا فلا بد للفرقان من سبب عدمت رشدي إن القوم كلهم * لهم دسائس في الأطرا وفي الحرب لكنهم كلهم غروا بأنفسهم * وغالطوها على الأوهام والكذب كفعلهم في عرى شتى لدينهم * قد أبرموها على الأوهام والكذب عليك يا صاحبي ما قال خالقنا * والمصطفى واطرح ما شئت من كتب وقال المقبلي أيضا في (الأرواح النوافخ) ما حاصله المراد بالذهبي (يعني المذكور في البيت الحادي عشر آنفا) صاحب التواريخ الجمة ومصداق ما رميناه به كتبه سيما (تاريخ الإسلام) فطالعه تجده لا يعامل أهل البيت خاصة وشيعتهم عامة إلا بما ذكرنا حاصله من تكلف الغمز وتعمية المناقب، وعكس ذلك في أعدائهم عامة سيما بني أمية والمروانية وكفى بما أطبق عليه هو وغيره من تسميتهم خلفاء ثم يقولون خرج عليهم زيد بن علي وإبراهيم بن عبد الله ومحمد بن عبد الله ونحو ذلك (27).
قال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في ريحانه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسين بن علي: (أنف البيعة ليزيد وكاتبه أهل الكوفة فاغتر وفي قصته طول) هذه جملة ترجمته له. انتهى أهم ما نقلناه عن المقبلي.
وقد وصف المقبلي الذهبي في كتاب المنار كما تقدم نقله بأنه أشد الناس على الشيعة وأميلهم عن أهل البيت وأقربهم إلى المروانية.
قلت: يؤيد كلام المقبلي في الذهبي وصف ابن السبكي لشيخه الذهبي في الطبقات بالنصب فراجعه (28).
وقد قال المتنبي في الذهبي:
سميت بالذهبي اليوم تسمية * مشتقة من ذهاب العقل لا الذهب (29) ويرحم الله القائل:
صديقي صديقي داخل في صداقتي * وخصم صديقي ليس لي بصديق وقال الآخر:
إذا صافي صديقك من تعادي * فقد عاداك وانقطع الكلام

(27) انظر طبقات الشافعية.
(28) المتنبي هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الكوفي الجعفي الشاعر المشهور. 303: 354 ه‍ انظر ديوانه..
(29) انظر ديوانه ويبدو أن هناك التباس فالمتنبي لم يعاصر الذهبي...
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست