العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١١٣
العلم والطريقة قال له ما أدري ما الزيدية إنما عندي لهم من البغض ما لا حد له ثم طلب من المقبلي أن يخبره بشئ من مقالاتهم. انتهى (26).
ثم قال المقبلي فأعجب لمن يبغض طائفة كبيرة من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مطبقين لليمين من قديم الزمن وقد عرف أن الحكمة يمانية والإيمان يمان وأنهم أفئدة وألين قلوبا فما بال هذا الوصف النبوي خص من لم يكن من ورثة النبي في اليمن أو من يلوذ بهم.
وهذا نظير ما فعله السبكي وحكاه عن علمائه من صرف أحاديث فضائل اليمن إلى الأشعري. وصرف فضائل قريش وبني هاشم إلى الشافعي لأنه مطلبي وأمه حسينية في بعض الروايات بل قال: ما خرج من قريش إمام متبوع غير الشافعي. ونحوه ذكره الجويني في البرهان وقال يترجح تقليد الشافعي بحديث الأئمة من قريش لأنه ليس فيهم إمام متبوع سواه . فيا لله وللمسلمين هؤلاء الأئمة من ذرية الحسين المشهورون بالعلم والفضل والأتباع ما لهم نصيب من بشائر جدهم إن هذه لعصبية وضلالة وخيانة للإسلام ورفض لاحترام الرسول بمعاملة ذريته هذه المعاملة. اللهم إنا نبرأ إليك من صنيع هؤلاء مع ذرية نبيك ونبرأ إليك مما فعله الشيعة في جانب أصحابه مقابلة من كل منهم لخصمه بما يكرهه. انتهى المطلوب من كلام المقبلي وله في (العلم الشامخ) في هذا المعنى شعر وهو:
قل للملقب سنيا سعدت بما * عرفت من حق أصحاب النبي العربي لولا انحرافك عن آل النبي وذا * باد عليك وفاش غير محتجب وللملقب شيعيا لقد ظفرت * يداك بالعروة الوثقى من القرب حب القرابة لولا سوء ظنك * بالصحب الكرام فدع ذا العيب من كثب إن قال قائلهم مهلا فقل لهم * على برهان ما قد قلت فاقترب خذها موزعة كالشمس يشهدها * حبر عليم نقي الرأي كالذهب ما لي أراك لدى ذكر القرابة أو * ذكر الصحابة ذا بشر وذا غضب تملى محاسن ذا رفعا لرتبته * وذا مساويه حطا من الرتب تكلف العمر في إعلال ذا أشر * ومدح هذا لرأس القوم والذنب لم لا تشق بحسن الصنع لو صدق * دعواك ها إن ذا فن من اللعب

(26) يريد المؤلف الإشارة إلى عدم شرعية حكم بني أمية وشرعية الخروج عليهم.. وأن الخروج على أمثالهم إنما هو عمل يوجب التعديل لا التجريح..
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست