وإذا كان الدمشقيون بعد ذلك العصر بمدة طويلة قد عصروا أنثيي المحدث النسائي صاحب السنن وضربوه بالنعال فكان ذلك سبب موته شهيدا فعلوا به ذلك لتصنيفه كتاب خصائص الإمام علي، ولقوله في معاوية لا أعرف له إلا (لا أشبع الله بطنه) فكيف يكون حال الحسن بن محمد لو قال صريح الحق إذ ذاك (9).
والإرجاء بمعنى السكوت عن أهل الفتنة وهم الذين حاربوا عليا مذهب كثير من المتأخرين مع أنه لم يبق ما يخافونه لو صرحوا بالحق إلا هرير كلاب النار ولم يعبهم أحد بذلك فكان من عاب الحسن بذلك لا يرضيه إلا أن يكون الحسن ناصبيا بحتا ويأبى الله له ذلك. هذا وقد روى عنه زاذان وميسرة أنه قال " وددت أني مت ولم أكتبه " يعني كتابه في الأرجاء المذكور.
(ق) الحسن بن زيد الشهيد وزيد هو الإمام صاحب المذهب المشهور ابن علي زين العابدين بن الحسين السبط ابن علي المرتضى وابن فاطمة الزهراء بنت محمد سيد الأصفياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، فاضل صالح جليل روى عن عدد من أهل البيت وغيرهم.
قال في (تهذيب التهذيب):
" وثقة الدارقطني، قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ما تقول فيه؟ فحرك يده وقلبها يعني يعرف وينكر (10).
وقال ابن عدي: لا بأس به إلا أني وجدت في حديثه بعض النكرة.
وقال ابن المديني: فيه ضعف.