وقبل حصول الثورة على الخليفة عثمان شاهد كعب ولمس حصول فتنة في المدينة المنورة. فخاف من انتقام الثوار منه فرحل إلى الشام وهي الموطن المقدس في نظره، إلى حيث معاوية بن أبي سفيان. ولقد توفي كعب في سنة خمس وثلاثين هجرية عن عمر يناهز مائة وأربع سنوات (1).
وقد قال كعب الأحبار: أحب البلاد إلى الله الشام وأحب الشام إلى الله القدس (2).
وقال: تسعة أعشار الخير بالشام وجزؤه في سائر الأرضين (3).
وقال: خمس مدائن من مدن الجنة: بيت المقدس وحمص ودمشق وجبرين وظفار اليمن (4).
وقال كعب: أربعة أجبل: جبل الخليل ولبنان والطور والجودي، يكون كل واحد منهن يوم القيامة لؤلؤة بيضاء ما بين السماء والأرض يرجعن إلى بيت المقدس حتى يجعل في زواياه جل جلاله عليها كرسيه حتى يقضي بين أهل الجنة والنار وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (5).
وهكذا فضل كعب بيت المقدس على الكعبة وجعل جبال الشام أفضل من باقي جبال الأرض بلا دليل.
فكانت أفعال كعب وأحاديثه وقصصه المزيفة وسائل لإعادة دين اليهود واليهود إلى فلسطين.