جزيرة العرب، فأوعز السبب مرة إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومرة إلى رغبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا ما يزيد الأمر ريبة. ومرة أخرى ذهبت الأيادي إلى سبب بعيد عن السببين الماضيين ألا وهو مقتل مظهر الحارثي.
أقول: لقد بينت في هذا الموضوع أن الأسباب الثلاثة المذكورة لا أساس لها من الصحة، وأن السبب الحقيقي لرحيل اليهود هو رغبة كعب الأحبار ووهب بن منبه واليهود في سكن فلسطين كما يظهر ذلك من تفضيلهم أهل الشام على أهل الأرض (1). إن وجود كعب في الموضوع هو الذي أخاف الكثير وأرهبهم وأبعدهم عن ذكر السبب الواقعي لطرد المشركين!
وهنا نذكر الحديث النبوي في يوم الخميس والزيادة التي أضيفت إليه.
حدثنا أبو كريب قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: يوم الخميس ثم ذكر نحو حديث أحمد بن حماد غير أنه قال ولا ينبغي عند نبي أن ينازع (2).
وذكر الطبري رواية أخرى بعدم وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الخميس: حدثنا كريب وصالح بن سمال قال: حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: يوم الخميس وما يوم الخميس قال ثم نظرت إلى دموعه تسيل على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إئتوني باللوح والدواة أو الكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده. قالوا:
فقالوا: إن رسول الله يهجر (3).
وذكر مسلم في صحيحه الحديث الصحيح: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب.