وأما على ما حققه الأستاذ أبو ريدة فكذلك، لأن تعبير البغدادي السابق يدل على أن النظام بعد كبره ومضي دور شبابه الذي هو في العادة حوالي سن الأربعين خالط هشاما وأخذ عنه، وذلك يفضي إلى أن النظام عرف هشام وأخذ عنه حوالي المدة التي حددها النجاشي على وجه التقريب.
فالتحديد بعام 199 ه كما يقول النجاشي هو أقرب التحديدات للصواب، ويتفق مع حكاية ابن النديم وقيل بل في خلافة المأمون " (1).
ويؤيد ذلك ما ذكروا في قصة وفاته الآنفة أنه اعتل وأدخل عليه الأطباء وكان يخطئ الطبيب الذي يدعي أنه شخص مرضه، ويقول إن علته هي فزع القلب مما أصابه من الخوف حين قدم ليضرب عنقه.
يتأيد بهذا من حيث أنه لو كانت وفاته في حياة الرشد مختفيا فما تأتي له أن يدخل عليه جماعة من الأطباء بل أن ذلك لا يتأتى إلا مع الأمن من ملاحقة الرشيد له، وذلك بالطبع لا يكون إلا بعد وفاة الرشيد، أما في خلافة الأمين أو خلافة المأمون ويحكون في سبب وفاته " أن يحيى بن خالد أرسل إليه يقول: قد أفسدت على الرافضة دينهم، يزعمون أن الدين لا يقوم إلا بإمام حي، وهم لا يدرون أن إمامهم اليوم حي أو ميت (2)، فأجاب هشام: إنما علينا أن ندين بحياة الإمام أنه حي حاضرا كان عندنا أم متواريا، حتى يأتينا موته، فما لم يأتنا