هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ٢٢
ويقول آدم متز " إن الشيعة ورثة المعتزلة " (1).
وكان لدى الشيعة زيادة على ذلك، المدد الغزير وهو تعاليم أهل البيت، الذي يضاعف قوتهم.
ويظهر أن الأئمة من أهل البيت ولا سيما الإمام الصادق (2) قد شجعوا في أصحابهم الحركة الكلامية ونشطوا النظر وحثوا عليه، كما يومي إلى ذلك أمر الإمام الصادق أصحابه بالمناظرة مع هشام والاستماع إليه، وقصة الشامي المتكلم الآتية شاهد صريح على ذلك.
ونجد أيضا أن مجالس المناظرة كانت تعقد بين متكلمي الشيعة أنفسهم، كما نلحظ ذلك جليا في المناظرة بين هشام بن الحكم وبين زرارة بن أعين، والمناظرة بين هشام بن الحكم وبين هشام ابن سالم الجواليقي وغيرهما.
والفارق بين المعتزلة والشيعة، أن السلطة كانت تؤيد في ذلك العهد المعتزلة وتساندهم، وأما الشيعة فكانت السلطة ضدهم وتطاردهم وتحبس أنفاسهم، كما هو معروف في التاريخ، لذلك برزت تلك واختفت هذه في أكثر الأدوار.
وفارق آخر أن الإمامية كانوا يحاولون التوفيق بين العقل والنقل فيما إذا كان النقل يساند العقل ولا يعارضه، كما يبدو

(1) المصدر نفسه ص 106.
(2) جعفر بن محمد الصادق أحد أئمة الشيعة وإليه ينسب المذهب الجعفري لأن طائفة هامة من الفقه والأحاديث قد أخذت عنه ولد سنة 83 ه‍ وتوفي سنة 148 ه‍.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242