وفي آخر كتابه يذكر أخبارا عن السقيفة وخلافة أبي بكر ومن عارضها.
وهذا السبيل الذي سلكه البرقي سار عليه بقية مؤلفي الشيعة في كتب الرجال أمثال الطوسي.
63) أما سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي (ت 301 ه 299 ه) فذكر في كتابه المقالات والفرق أخبارا مفصلة عن أصل التشيع وما تكون من الفرق حول الأئمة والكلام عن فرق الشيعة الإمامية الزيدية والمخالفين لهم وكذلك ذكر الغلاة وفرقهم. ومعلوماته مهمة بالنسبة لقدم فترتها الزمنية فقد ذكر الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة أن سعدا لاقي الحسن العسكري وسمع منه (1). وبالإضافة إلى الأخبار عن فرق الشيعة أورد سعد القمي آراء في صفة الإمام وعصمته كما روى أخبارا لتقية.
64) ويأتي بعد سعد القمي أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي (310 ه) فذكر في كتابه فرق الشيعة نفس الأخبار والتقسيمات التي أوردها سعد القمي في كتابه ما عدا بعض الإضافات القليلة والاختلافات الأسلوب وقد عمل الدكتور محمد جواد مشكور مقارنة بين كتابي النوبختي والقمي فبين الاختلاف وذكر الزيادات في كل منهما (2).
ويمكن اعتبار الكتابين من أهم وأقدم الكتب المتوفرة لدينا والتي تبحث عن فرق الشيعة.
كما نلاحظ عن سعد القمي والنوبختي في تقسيمهما للفرق التي ظهرت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنهما صنفاها إلى مرجئة ومعتزلة وخوارج وشيعة دون ذكر أهل السنة.
65) أما فرات بن إبراهيم الكوفي (من علماء القرن الثالث فله تفسير معروف باسم تفسير فرات الكوفي يروي فيه عن شيخه الحسين بن سعيد الأهوازي صاحب الإمام الرضا.