مناقشة الجبهان - السيد بدر الدين الكاظمي - الصفحة ٢٢
لك أن تحتج بها عليهم لأنها ساقطة عن الحجية عندهم كما ستأتي الإشارة إليه فهو موضوع لا أصل له ومطعون في سنده ودلالته لا يقتضي علما ولا عملا أما من حيث سنده فلأن في طريقه حمزة النصيبي والحارث بن غصين - والأول متهم بالكذب والثاني مجهول قال الحافظ الذهبي من أئمة الجرح والتعديل عند أهل السنة في ص 284 من كتابه ميزان الاعتدال من جزئه الأول في حرف الحاء (قال ابن معين حمرة النصيبي لا يساوي فلسا وقال البخاري منكر الحديث وقال الدارقطني متروك وقال ابن عدي عامة مروياته موضوعة) انتهى مقاله وقال خاتمة حفاظ أهل السنة ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان ص 156 من جزئه الثاني في حرف الحاء (الحارث ابن غصين قال ابن عبد البر في كتاب العلم مجهول) انتهى قوله فراجع ثمة حتى تعلم وإن كنت لا تريد أن تعلم أن الحديث الذي به طغيت وبغيت وعلى الشيعة من أجله اعتديت ساقط موضوع وفي سنده مجهول ومن لا يساوي فلسا عند علماء أهل السند فلا يصح لك الاحتجاج به مطلقا.
وأما بطلان دلالته وإن كان يكفينا في بطلانها فساد سنده ومع ذلك فهي باطلة من وجوه.
- الأول - أن المخاطبين بلفظ اقتديتم أن كانوا هم أصحابه ومع غيرهم فبطلانه واضح إذ لا يصح للفصيح أن يقول لأصحابه ومع غيرهم أصحابي لأن غيرهم ليسوا من أصحابه إطلاقا وإلا لزمك أن تنسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ما لا تسوغه الفصاحة وهو أفصح العرب وأبلغهم على الإطلاق وهذا باطل وذلك مثله باطل. وإن كان المخاطبون بلفظ اقتديتم غير أصحابه فباطل أيضا لأن المشافهين بهذا الخطاب يومئذ لم يكونوا غير أصحابه فباطل وذلك لأن كل من خاطبة النبي (صلى الله عليه وآله) وشافهه بهذا الخطاب كان بمرأى منه ومسمع فيكون صحابيا وإلا لزمك أن تقول إما بمخاطبة المعدومين ومشافهتهم وبعثهم وزجرهم وتوجيه الأمر إليهم أو تقول ببطلان نسبة صحبتهم إليه (صلى الله عليه وآله) لأن الصحبة مأخوذة من مصاحبة الإنسان لغيره والأول معلوم بالضرورة من العقل بطلانه ومثله
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»